بقلـم:
عماد الزيادي (معلم تطبيق)
مدير مدرسة بني غانم
يمكن
تعريف مشروع المدرسة على أنّه :
رؤية مشتركة يتبنّاها وسط تربوي واجتماعي من أجل جعل النّجاح التربوي متاحا
لأكبر عدد ممكن من المتعلّمين من خلال اعتماد نوع من التّشاور حول التوجّهات
والقيم
المشتركة والمشاريع الصّغرى حتّى يتمّ تحيين الرّسالة التّربويّة للمدرسة
والمتمثّلة في التّعليم والتّربية والتأهيل.
العوامل المعتبرة
في وضع مشروع المدرسة
هناك ثلاثة عوامل أساسيّة في
التّمشّي لا بدّ أن تؤخذ بعين الاعتبار عند وضع مشروع المدرسة ألا وهي :
مناخ المؤسّسة وثقافة المؤسّسة والتّعلّم الجماعي.
1 ـ مناخ
المؤسّسة :
في تمشّي مشروع المدرسة ، يلعب
المناخ التنظيمي دورا مهمّا . فبما أنّ بناء المشروع يكون جماعيّا فإنّه من
الضّروري أن تكون العلاقات في ما بين المتدخّلين من جهة وبينهم وبين الإدارة
من جهة أخرى جيّدة ووظيفيّة وبالتّالي فإنّ المناخ يمثّل عاملا أساسيّا في
وضع استراتيجيّة بناء مشروع المدرسة .
2 ـ ثقافة
المؤسّسة :
تعدّ ثقافة المؤسّسة في تمشّي
المشروع ، عنصرا استراتيجيا يفرد له اهتمام خاصّ وتبنى عليه انتظارات خاصّة
لإنجاح التمشّي.إنّ مفهوم ثقافة المؤسّسة يحيل على مستوى التصوّرات
والدّلالات التي تكوّنها من خلال تعلّماتها وبهذا المعنى فإنّ ثقافة المؤسّسة
توجّه أعمال المتدخّلين وتعطيها معنى في سياق ثقافي اجتماعي معيّن ، وبتلك
الّرؤية أيضا يمثّل مشروع المدرسة صورة معكوسة لثقافة المؤسّسة ويترجم إرادة
التعلّم الجماعي .
3 ـ التعلّم
الجماعي :
إنّ بناء مشروع المدرسة هو نوع
من التعلّم الجماعي ومن تقاسم المعرفة ، فإرادة تقاسم رؤى الأشياء والتصوّرات
هي نوع من التقاسم الجماعي للمعرفة .وبهذا المعنى ، يصبح إنجاز مشروع
المدرسة بمثابة الاستثمار للمعارف الجماعيّة لكلّ المتدخّلين وبذلك تكون
المؤسّسة المزاولة للمشروع مؤسّسة مشجّعة على التعلّم الجماعي .وفي علاقة
تمفصليّة بين العوامل الثّلاثة السّالفة الذّكر يمكن القول بأنّ توفّر مناخ
سليم يشجّع على التّبادل ويأخذ بعين الاعتبار ثقافة الوسط حتّى نستحثّ إرادة
التّعلّم الجماعي
مراحل
وضع مشروع المدرسة
يمرّ إرساء مشروع المدرسة بمراحل أساسيّة
تتمثّل في :
1.
تشكيل لجنة
مشروع المدرسة وجعل تركيبتها تتكوّن من ممثّلين عن مختلف المجموعات العاملة
في المؤسّسة وإعطاء تفويض لفريق حتّى تقوم بتنسيق تمشّي المشروع وضمان سريان
المعلومات لكلّ الأشخاص المشاركين في ذلك التّمشّي .
2.
الإتّفاق
على نموذج مشروع المدرسة وآختيار آصطلاحات ومفردات تعكس لغة مشتركة.
3.
تنزيل مشروع
المدرسة في إطاره المؤسّساتي والقانوني .
4.
وصف مهمّة
المؤسّسة :
تعليم وتنشئة وتأهيل .
5.
وصف الوضع
الحالي للمؤسّسة بالنّظر إلى المؤشّرات المرتبطة بالمستويات الثّلاثة للمهمّة
.
6.
تحديد
وتمييز القيم التي تمثّل أساس آختيار التوجّهات وترتيبها حسب
الأهميّة.
والتشجيع على بعث
المشاريع الصّغرى بالعودة إلى التوجّهات المتّفق عليها .
7.
إعداد خطط
الأعمال .
8.
الشّروع في
إنجاز مشروع المدرسة والمشاريع الصّغرى .
9.
إجراء
تقييمات مرحليّة على المشاريع المنجزة .
الوصايا
العشر لـ كروس و أوبان (
(Cros et Obin 1991بخصوص
مشروع المدرسة
1.
لكلّ مدرسة
مهما تكن سياستها خطة في التسيير دون أن يكون لها بالضرورة مشروع مدرسة.
2.
يبرز
المشروع للعيان وبطريقة صريحة وقابلة للتّلقّي ، القيم المشتركة لأفراد
المؤسّسة عبر خصائصهم وغاياتهم وأهدافهم .
3.
يحدث
المشروع تناغما وترابطا في كلّ المستويات بين أعمال الفاعلين ومجموعات العمل
كي يفعلوا في نفس الاتجاه .
4.
يخوّل
المشروع البحث الجماعي عن الوسائل المناسبة لتحسين نوعيّة التّعلّم .
5.
يحدّد
المشروع مسالك للعمل، وأولويّات تحترم ، ونتائج منشودة وطرقا تسلك لبلوغ تلك
النّتائج .
6.
يوفّر
المشروع وسائل وطرقا لتبليغ مختلف الشّركاء معنى العمل المشترك .
7.
يدخل
المشروع طريقة تصرّف تشاركيّة و عقلانيّة ،خاضعة لرقابة العمل الشّامل للعمل
، ويسمح لكلّ الأفراد بأن يحدّدوا مجال مسؤوليّتهم ومبادرتهم ورقابتهم .
8.
يعطي
المشروع إمكانيّة متابعة النّتائج بطريقة مستمرّة ، ويسمح بالتّدخّل لتعديل
ما يمكن أن يطرأ من انزياح عن الأهداف المرسومة .
9.
ينخرط مدير
المدرسة في المشروع ويتبنّاه كطرف لا محيد عنه .
10.
يشرك المشروع مجموعة الشّركاء عبر البحث عن الوفاق والتّوافق.
مشروع المدرسة تجسيم لما اتفقت عليه مختلف أطراف الأسرة التربوية وإطار
لتحقيق الأهداف المميزة للمؤسسة انطلاقا من واقعها الخصوصي و ذلك في كنف
الأهداف
الوطنية "الفصل
4 من الأمر المنظم للحياة المدرسية عدد2437 لسنة 2004 المؤرخ في 19 أكتوبر
200